منقول عن د راغب السرجاني
تسمو أخلاق رسول اللهسموًّا لا يدانيه سموٌّ، فكان بحقٍّ إنسانًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وظلال، فالله I يصطفى لنبوَّتِه ورسالاته خير البشر، وأكملهم عقلاً، وأقواهم نفسًا، وأنورهم قلبًا، وأقدرهم على تحمُّل المسئولية؛ لأنهم -صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا- قدوة لبني البشر، ورسولناكان المنارة التي يهتدي بها السائرون في ظلمات الجهل، فكانت أخلاقه قمَّة سامية، ومعاملاته نبعًا صافيًا.
وإن المتأمِّل في سيرة رسول اللهيجدها نبعًا سخيًّا، ومصدرًا ثريًّا لكل أنواع العظمة الإنسانيَّة، وكيف لا يكون كذلك وقد اصطفاه الله على بني آدم، وختم به أنبياءه ورسله، فكانت حياته أنصع حياة عرفتها الإنسانيَّة منذ نشأتها، فاستحقَّ رسول اللهوصفَ الله تبارك وتعالى له بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
وكان كمال أخلاقه دليلاً على نبوَّته؛ لذلك آمن الكثير بنُبُوَّته بعد أن شاهدوا هذه الأخلاق بأعينهم، أو قرءوا عنها بعد وفاة رسول الله، وهي أخلاق عملية ظهرت في أروع صورها في كل باب من أبواب الأخلاق المعروفة.
عظمة الرسول ورسالته الخالدة
لقد أكرم الله البشرية جميعًا بالرسالة الخاتمة التي بعث الله بها رسولهبشيرًا ونذيرًا، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ َكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فاستحقَّ بحقٍّ أن يكون رسول اللهمنقذًا للبشرية، وأسوة للعالمين.
فقد جاء رسول الله محمدبمنهج شامل كامل للحياة يسعد من يعيش في ظلاله، وينعم بالراحة والأمان؛ لأنه منهج رباني يخاطب الفطرة السليمة، ويوازن بين متطلباتها الرُّوحية والجسدية، فتعامل رسول اللهمع كل الأمور التي واجهته بطريقة فذَّة، وبسُنَّة مطهَّرة أخرجت لنا كنوزًا هائلة من فنون التعامل، ومن آداب العلاقات.
فلا يخلو -حقيقةً- أيُّ قول أو فعل لرسول اللهمن خُلقٍ كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة، ووصل -بلا مبالغة- إلى قمة الكمال البشري، حتى في المواقف التي يصعب فيها تصوُّر الأخلاق كعاملٍ مؤثِّرٍ؛ وذلك كأمور الحرب والسياسة، والتعامل مع الظالمين والفاسقين والمحاربين للمسلمين والمتربصين بهم، وكذلك في تواضعه، وقيادته، وإعطائه الحقوق لأصحابها، وفي حلّهِ للمشكلات، كما كان أيضًا نِعْمَ الأب والزوج والصاحب.. الأمر الذي نستطيع أن نفهم منه قوله: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارَمَ الأَخْلاَقِ"[1].
فالعظمة في سيرة رسول الله محمدلا حدود لها.. لقد أثبت رسول اللهأن القواعد المثالية الراقية التي جاءت في كتاب اللهما هي إلاَّ قواعد عملية قابلة للتطبيق، وأنها صالحة لتنظيم حياة البشر أجمعين، وأنها الدليل الواضح لمن أراد الهداية بصدق، كما كانت حياة رسول اللهترجمة صادقة لكل أمر إلهي، وقد صَدَقَت ووُفِّقت أم المؤمنين عائشة[2] -رضي الله عنها- في وصف أخلاق رسول اللهعندما قالت: خُلق نبيِّ اللهكان القرآن[3]، فكان كل ذلك دليل على صدق نبوته وكمال رسالته!
وكانخير قدوة وخير مَثَل لأصحابه؛ لذلك تعمَّق حبُّه في قلوبهم؛ حتى كان يتمنَّى أحدهم أن يفدي رسول اللهبرُوحه ولا يصاببشوكة تؤذيه[4]. هكذا عاش محمد النبيفي وجدانهم وضمائرهم، فكان حب صحابته له دليلاً أكيدًا على صدقه.
حب رسول الله
ما أحوجنا الآن إلى أن نُعيد حب رسول الله محمدإلى قلوبنا، فلا شكَّ أن محبَّة الرسولواجبة لا يماري في ذلك أحدٌ، ولكن أن تكون العاطفة فقط هي وحدها مظهر هذا الحبِّ والولاء، فهذا ما يحتاج منَّا إلى وقفة؛ لأنه حبٌّ يعتريه النقص، وما أسهل انهياره أمام أول طوفان يقابله!
فالحُبُّ الحقيقي للنبييبدأ بمعرفتنا بسيرة رسول اللهوهديه في كل شئون حياته؛ فهو الأسوة والقدوة، فقد قالفي مدحه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تطبيق ما عرفناه من سنته ونهجه في حياتنا بشكل كامل، واتّباع هَدْيِهِفي كل صغيرة وكبيرة، ولا نعني بذلك فقط أداء النوافل أو بعض العبادات، ولكن التطبيق الكامل لكل نهجه في العبادة والسياسة والاقتصاد والمعاملات والقضاء، بل وفي الترفيه والراحة. وأخيرًا تأتي الخطوة الثالثة المهمة التي تدلُّ على عمق حُبِّنا له، ألا وهي انطلاقنا إلى العالمين تعريفًا به وبسُنَّته في صورة حيَّة حركيَّة؛ امتثالاً لقول رسول الله: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً"[5].
فما أجمل أن يكون المسلم قدوة في العالمين بسلوكه وأفعاله! عندها ستقف كل الألسنة التي تذكر النبيبقول يُسيء إليه؛ لأنها ستعرف حقيقة دعوته من خلال سلوكنا وأفعالنا، فقديمًا قالوا: "عمل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل"[6].
والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مقصِّرون تجاه رسول الله؛ فأغلب العالم لا يعرف شيئًا عن أخلاق رسول الله محمد وإنسانيته وتعاملاته؛ فيظهر لذلك من حين لآخر هجوم فكري وإعلامي عنيف على شخصه.
وينظر المسلمون لهذا الهجوم نظرات متباينة؛ فمنهم من يقول: إن الهجوم على الإسلام أو على رسوله الكريمليس إلاَّ حالات فردية لمن يبتغون الشهرة. في حين يرى آخرون أن وراءه من يحملون أحقادًا على الإسلام، ومنهم من يُلقي التبعة كلها على المسلمين وتخاذلهم في الدفاع عن النبي، والتعريف به شرقًا وغربًا.
ولكننا ونحن ننطلق لنقدم رسول اللهللعالمين يجب أن نضع في أذهاننا كل هذه الأمور وتداخلها بشكل لافت للنظر؛ لكي نستطيع الوصول إلى العقلية الغربية التي تحتاج مِنَّا إلى جهد كبير لإزالة ما ترسَّخ فيها من قيم ومبادئ بعيدة كل البُعْدِ عن حقيقة الإسلام وعظمة رسول الله، كما يجب أن نضع في أذهاننا كذلك أن المجتمع الغربي ليس سواءً في تعامله مع الإسلام ورسول الله؛ فهناك العقلاء المنصفون، وهناك المغيَّبون الذين لا يدركون حقيقة الأمور.. وغيرهم، وألاَّ ننسى أن دعوتنا لهم يجب أن تنطلق من قول ربِّنا I: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
فهيَّا بنا لِنُعَرِّف بالرسولشرقًا وغربًا، بفكر واعٍ ووسيلة مبتكرة، وبحبٍّ عميق ورغبة أكيدة في هداية البشرية جميعًا.
د. راغب السرجاني
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الحاكم عن أبي هريرة (4221)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والبيهقي في سننه الكبرى (20571)، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (45).
[2] هي أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، زوج النبيفي الدنيا والآخرة. كانت أحب زوجاتهإلى قلبه، وكانت من علماء الصحابة، توفيت سنة 58هـ. انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة الترجمة (11449)، وابن الأثير: أسد الغابة 6/191.
[3] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل... (746)، وأبو داود (1342)، والنسائي (1601)، وأحمد (24645).
[4] قال زيد بن الدثنة لأبي سفيان: والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدًا في مكانه الذي هو في يصيبه شوكة تؤذيه. انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 2/172، وابن كثير: السيرة النبوية 3/128، والصالحي: سبل الهدى والرشاد 6/42، 11/431.
[5] البخاري عن عبد الله بن عمرو: كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3274)، والترمذي (2669)، وأحمد (6486).
[6] انظر: المناوي: فيض القدير في شرح الجامع الصغير 1/104.
تسمو أخلاق رسول اللهسموًّا لا يدانيه سموٌّ، فكان بحقٍّ إنسانًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وظلال، فالله I يصطفى لنبوَّتِه ورسالاته خير البشر، وأكملهم عقلاً، وأقواهم نفسًا، وأنورهم قلبًا، وأقدرهم على تحمُّل المسئولية؛ لأنهم -صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا- قدوة لبني البشر، ورسولناكان المنارة التي يهتدي بها السائرون في ظلمات الجهل، فكانت أخلاقه قمَّة سامية، ومعاملاته نبعًا صافيًا.
وإن المتأمِّل في سيرة رسول اللهيجدها نبعًا سخيًّا، ومصدرًا ثريًّا لكل أنواع العظمة الإنسانيَّة، وكيف لا يكون كذلك وقد اصطفاه الله على بني آدم، وختم به أنبياءه ورسله، فكانت حياته أنصع حياة عرفتها الإنسانيَّة منذ نشأتها، فاستحقَّ رسول اللهوصفَ الله تبارك وتعالى له بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
وكان كمال أخلاقه دليلاً على نبوَّته؛ لذلك آمن الكثير بنُبُوَّته بعد أن شاهدوا هذه الأخلاق بأعينهم، أو قرءوا عنها بعد وفاة رسول الله، وهي أخلاق عملية ظهرت في أروع صورها في كل باب من أبواب الأخلاق المعروفة.
عظمة الرسول ورسالته الخالدة
لقد أكرم الله البشرية جميعًا بالرسالة الخاتمة التي بعث الله بها رسولهبشيرًا ونذيرًا، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ َكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فاستحقَّ بحقٍّ أن يكون رسول اللهمنقذًا للبشرية، وأسوة للعالمين.
فقد جاء رسول الله محمدبمنهج شامل كامل للحياة يسعد من يعيش في ظلاله، وينعم بالراحة والأمان؛ لأنه منهج رباني يخاطب الفطرة السليمة، ويوازن بين متطلباتها الرُّوحية والجسدية، فتعامل رسول اللهمع كل الأمور التي واجهته بطريقة فذَّة، وبسُنَّة مطهَّرة أخرجت لنا كنوزًا هائلة من فنون التعامل، ومن آداب العلاقات.
فلا يخلو -حقيقةً- أيُّ قول أو فعل لرسول اللهمن خُلقٍ كريم، وأدب رفيع، بلغ فيه الذروة، ووصل -بلا مبالغة- إلى قمة الكمال البشري، حتى في المواقف التي يصعب فيها تصوُّر الأخلاق كعاملٍ مؤثِّرٍ؛ وذلك كأمور الحرب والسياسة، والتعامل مع الظالمين والفاسقين والمحاربين للمسلمين والمتربصين بهم، وكذلك في تواضعه، وقيادته، وإعطائه الحقوق لأصحابها، وفي حلّهِ للمشكلات، كما كان أيضًا نِعْمَ الأب والزوج والصاحب.. الأمر الذي نستطيع أن نفهم منه قوله: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارَمَ الأَخْلاَقِ"[1].
فالعظمة في سيرة رسول الله محمدلا حدود لها.. لقد أثبت رسول اللهأن القواعد المثالية الراقية التي جاءت في كتاب اللهما هي إلاَّ قواعد عملية قابلة للتطبيق، وأنها صالحة لتنظيم حياة البشر أجمعين، وأنها الدليل الواضح لمن أراد الهداية بصدق، كما كانت حياة رسول اللهترجمة صادقة لكل أمر إلهي، وقد صَدَقَت ووُفِّقت أم المؤمنين عائشة[2] -رضي الله عنها- في وصف أخلاق رسول اللهعندما قالت: خُلق نبيِّ اللهكان القرآن[3]، فكان كل ذلك دليل على صدق نبوته وكمال رسالته!
وكانخير قدوة وخير مَثَل لأصحابه؛ لذلك تعمَّق حبُّه في قلوبهم؛ حتى كان يتمنَّى أحدهم أن يفدي رسول اللهبرُوحه ولا يصاببشوكة تؤذيه[4]. هكذا عاش محمد النبيفي وجدانهم وضمائرهم، فكان حب صحابته له دليلاً أكيدًا على صدقه.
حب رسول الله
ما أحوجنا الآن إلى أن نُعيد حب رسول الله محمدإلى قلوبنا، فلا شكَّ أن محبَّة الرسولواجبة لا يماري في ذلك أحدٌ، ولكن أن تكون العاطفة فقط هي وحدها مظهر هذا الحبِّ والولاء، فهذا ما يحتاج منَّا إلى وقفة؛ لأنه حبٌّ يعتريه النقص، وما أسهل انهياره أمام أول طوفان يقابله!
فالحُبُّ الحقيقي للنبييبدأ بمعرفتنا بسيرة رسول اللهوهديه في كل شئون حياته؛ فهو الأسوة والقدوة، فقد قالفي مدحه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تطبيق ما عرفناه من سنته ونهجه في حياتنا بشكل كامل، واتّباع هَدْيِهِفي كل صغيرة وكبيرة، ولا نعني بذلك فقط أداء النوافل أو بعض العبادات، ولكن التطبيق الكامل لكل نهجه في العبادة والسياسة والاقتصاد والمعاملات والقضاء، بل وفي الترفيه والراحة. وأخيرًا تأتي الخطوة الثالثة المهمة التي تدلُّ على عمق حُبِّنا له، ألا وهي انطلاقنا إلى العالمين تعريفًا به وبسُنَّته في صورة حيَّة حركيَّة؛ امتثالاً لقول رسول الله: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً"[5].
فما أجمل أن يكون المسلم قدوة في العالمين بسلوكه وأفعاله! عندها ستقف كل الألسنة التي تذكر النبيبقول يُسيء إليه؛ لأنها ستعرف حقيقة دعوته من خلال سلوكنا وأفعالنا، فقديمًا قالوا: "عمل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل"[6].
والحقيقة التي لا مراء فيها أننا مقصِّرون تجاه رسول الله؛ فأغلب العالم لا يعرف شيئًا عن أخلاق رسول الله محمد وإنسانيته وتعاملاته؛ فيظهر لذلك من حين لآخر هجوم فكري وإعلامي عنيف على شخصه.
وينظر المسلمون لهذا الهجوم نظرات متباينة؛ فمنهم من يقول: إن الهجوم على الإسلام أو على رسوله الكريمليس إلاَّ حالات فردية لمن يبتغون الشهرة. في حين يرى آخرون أن وراءه من يحملون أحقادًا على الإسلام، ومنهم من يُلقي التبعة كلها على المسلمين وتخاذلهم في الدفاع عن النبي، والتعريف به شرقًا وغربًا.
ولكننا ونحن ننطلق لنقدم رسول اللهللعالمين يجب أن نضع في أذهاننا كل هذه الأمور وتداخلها بشكل لافت للنظر؛ لكي نستطيع الوصول إلى العقلية الغربية التي تحتاج مِنَّا إلى جهد كبير لإزالة ما ترسَّخ فيها من قيم ومبادئ بعيدة كل البُعْدِ عن حقيقة الإسلام وعظمة رسول الله، كما يجب أن نضع في أذهاننا كذلك أن المجتمع الغربي ليس سواءً في تعامله مع الإسلام ورسول الله؛ فهناك العقلاء المنصفون، وهناك المغيَّبون الذين لا يدركون حقيقة الأمور.. وغيرهم، وألاَّ ننسى أن دعوتنا لهم يجب أن تنطلق من قول ربِّنا I: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
فهيَّا بنا لِنُعَرِّف بالرسولشرقًا وغربًا، بفكر واعٍ ووسيلة مبتكرة، وبحبٍّ عميق ورغبة أكيدة في هداية البشرية جميعًا.
د. راغب السرجاني
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الحاكم عن أبي هريرة (4221)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والبيهقي في سننه الكبرى (20571)، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (45).
[2] هي أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، زوج النبيفي الدنيا والآخرة. كانت أحب زوجاتهإلى قلبه، وكانت من علماء الصحابة، توفيت سنة 58هـ. انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة الترجمة (11449)، وابن الأثير: أسد الغابة 6/191.
[3] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل... (746)، وأبو داود (1342)، والنسائي (1601)، وأحمد (24645).
[4] قال زيد بن الدثنة لأبي سفيان: والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدًا في مكانه الذي هو في يصيبه شوكة تؤذيه. انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 2/172، وابن كثير: السيرة النبوية 3/128، والصالحي: سبل الهدى والرشاد 6/42، 11/431.
[5] البخاري عن عبد الله بن عمرو: كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (3274)، والترمذي (2669)، وأحمد (6486).
[6] انظر: المناوي: فيض القدير في شرح الجامع الصغير 1/104.
الإثنين مايو 16, 2011 8:23 pm من طرف saad eddin
» مذيع ومخرج راديو عيون العرب في سطور
الأحد فبراير 13, 2011 7:53 am من طرف HakimALGERIA
» صور لمدينة الجسور المعلقة قسنــــطينــة
الأحد فبراير 13, 2011 7:51 am من طرف HakimALGERIA
» تعلم اللهجة المغربية في دقيقة الجزء التاني
الأحد فبراير 13, 2011 7:12 am من طرف HakimALGERIA
» استآآآآآيل رووووووووووعه بمعنى الكلمه ^_*
الجمعة يناير 28, 2011 6:39 am من طرف شاعر الاحزان
» اغنيه مات حبك ولم يعد لك عندي وجود
الإثنين يناير 24, 2011 3:45 am من طرف ryoomt 7beebha
» منو ميعرف جريندايزر ؟؟....الي ميعرف خلي يجي يتعرف هع هع
الإثنين يناير 24, 2011 3:33 am من طرف ryoomt 7beebha
» اسمع واضحك
الإثنين يناير 24, 2011 3:27 am من طرف ryoomt 7beebha
» عراقيين للابد
الإثنين يناير 24, 2011 3:07 am من طرف ryoomt 7beebha